تراجعت أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم بحوالي 0.6% لتستقر حالياً عند 1944.98 دولار للأوقية تزامناً مع ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي بحوالي 0.25% ليتداول حالياً عند 104.18 نقطة بعد صدور بيانات مهمة جداً للفيدرالي من الأجندة الاقتصادية الأمريكية، والتي أعطت لمحة عن توجهات السياسة النقدية المستقبلية للفيدرالي حيث جاءت كل من بيانات الناتج المحلي الإجمالي وبيانات طلبات البطالة مخالفة للتوقعات.
مؤشرات الابتعاد عن الركود تتحكم في توقعات سعر الذهب اليوم:
جاءت البيانات لتعكس مدى التناقض بين هدف الفيدرالي الذي يسعى لرؤية سوق ضعيفة وعدد طلبات بطالة أكبر ليحقق الركود المعتدل ومن ثم ينخفض التضخم المرتفع، وتوقعات الأسواق التي تأمل رؤية التيسير النقدي من الفيدرالي أو على الأقل تثبيت سعر الفائدة الفيدرالية في أقرب وقت.
لكن البيانات أظهرت أن طلبات اعانة البطالة قد انخفضت وأن الاقتصاد الأمريكي قوي ويحقق انتعاشاً معتدلاً مما دعم قوة مؤشر الدولار وضغط سلباً على أسعار الذهب خلال تداولات اليوم الخميس ليحقق أكبر قدر من الخسائر الأسبوعية في ظل ارتفاع التوقعات برفع الفيدرالي لسعر الفائدة خلال اجتماعه المقبل.
فقد صدرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي مرتفعة لتسجل 1.3% وكان المتوقع 1.1% كما سجلت طلبات اعانة البطالة انخفاضاً ملحوظاً وبلغت 223 ألف طلب فيما كانت توقعات الأسواق زيادة بمقدار 249 ألف طلب مما عكس قوة الاقتصاد الأمريكي وشجع الفيدرالي على الاستمرار في سياسته المتشددة لمحاربة التضخم المرتفع بعناد.
ويستقر سعر الذهب مقابل الدولار الآن بالقرب من الدعم عند 1942.40 دولار ولكن توقعات أسعار الذهب الفنية ترجح أن يستمر الهبوط حتى مستويات 1934 دولار قبل الصعود في تصحيح جديد خاصة وأن المؤشرات الفنية اقتربت من الدخول في منطقة ذروة البيع على المدى القصير والمتوسط، ولازالت الأسعار في المنطقة السعرية الإيجابية لمؤشر البولينجر باند على المدى الطويل.
غير أن قوة الدولار لازالت مسيطرة على الأسواق مما يستدعي اتخاذ الحيطة والحذر خاصة مع ترقب قرار حل أزمة سقف الدين والتي قد تذهب بالمعدن الأصفر إلى قيعان جديدة أو ارتفاعات كبيرة في حل تخلفت الولايات المتحدة عن دفع ديونها وهذا هو الاحتمال الأضعف.